تبدو أهمية هذا البحث في أنه يسلط الضوء على المناهج الشرعية بالمرحلة الثانوية الأزهرية، ومدى صلاحيتها في تکوين الدعاة وخدمة الدعوة الإسلامية لا سيما في وقت اُتُهِمَتْ فيه هذه المناهج بالسطحية وأنها لا تفي بالغرض المقصود منها، ويهدف الى محاولة إبراز دور المناهج الشرعية بالمرحلة الثانوية الأزهرية في تکوين الدعاة؛ مما يعود بالنفع على الدعوة الإسلامية،  ومحاولة الإسهام في إثراء البحوث التي تُعنى بإعداد الدعاة، کما يهدف هذا البحث إلى تحقيق أمور منها: إبراز دور المناهج الشرعية بالمرحلة الثانوية الأزهرية في تکوين الدعاة نفسيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا وفکريًا، وإبراز أثر هذا التکوين على الدعاة، وأثره في خدمة الدعوة الإسلامية، وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفي، فذکرت نصوص المناهج الشرعية في تکوين الدعاة نفسيًا، وأخلاقيًا، واجتماعيًا، وفکريًا، وتوصل الباحث إلى أن الدعوة إلى الله I من أشرف المهمات التي يقوم بها العبد، وإن القيام بها يحتاج إلى إعداد جيد لمن يقوم بها، وإن المناهج الشرعية بالمرحلة الثانوية الأزهرية قد عُنِيَت بهذا الإعداد، وکان لها دور مهم في تکوين الدعاة نفسيًا، وأخلاقيًا، واجتماعيًا، وفکريًا، وکان لهذا الدور أثر عظيم في خدمة الدعوة الإسلامية، وکذلک أن ضعف کثير من المنتسبين للدعوة الإسلامية ممن درس المناهج الشرعية بالمرحلة الثانوية الأزهرية لا يرجع إلى ضعف هذه المناهج ، وإنما يرجع إلى أسباب أخرى ککثرة غياب الطلبة في هذه المرحلة، وعدم تقديرهم لأهمية المناهج الشرعية التي يدرسونها، ويوصي الباحث  بالاستزادة من هذا الدور الذي يخدم الدعوة الإسلامية؛ وذلک من خلال تزويد الطلبة في هذه المرحلة ببعض الردود على الشبهات المثارة في هذا العصر بطريقة مبسطة تتناسب مع لغة العصر واستعداد المدعوين، ويمکن أن يتم ذلک بتدريس مادة الثقافة الإسلامية في الصفين الثاني والثالث الثانوي أيضًا، وضرورة إيجاد حلول لغياب الطلبة في المرحلة الثانوية، وترغيب المتفوقين منهم في الالتحاق بالکليات الشرعية بالأزهر التي تخرج الدعاة وتخدم الدعوة الإسلامية