من ضروريات العمل الدعوي استخدام المنهج العقلي في خطاب المدعوين على اختلاف أصنافهم ومستوياتهم الفکرية والاجتماعية، ليکون البلاغ تاما غير منقوص مع مراعاة الانضباط بالقواعد الشرعية المجمع عليها من علماء الأمة الراسخون في العلم، وتقوم الدراسة على المنهج الاستقرائي ويکون بتتبع الموضوع واستقرائه في مظانه وجمع المعلومات المتعلقة به، والمنهج الاستدلالي ويکون بالتدليل على کل ما أطرحه من أفکار أو آراء بالنصوص الشرعية من الکتاب والسنة أو بأقوال أهل العلم الثقات، ويتميز المنهج العقلي المستخدم في خطاب المدعوين بالوضوح والقوة الاستدلالية على القضايا والموضوعات التي يتناولها لأنه يعتمد على المصدرين الأساسيين في استنباط الأحکام الشرعية أو التدليل على القضايا العقدية والأخلاقية، هذان المصدران هما القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، والمنهج العقلي يخاطب اهم أصناف المدعوين وهم على حسب ورودهم في مضمون البحث خطاب المشرکين، ثم خطاب أهل الکتاب ثم خطاب المنافقين، ثم خطاب الملأ، وظهر من البحث أن المنهج العقلي المستخدم الدعوة يختلف اختلافا کبيرا عن المنهج العقلي عند الفلاسفة والمناطقة؛ لأن المنهج العقلي المستخدم في الدعوة يستند في أدلته الأصلية على القرآن الکريم والسنة النبوية المطهرة، وهي ميسورة الفهم خالية من التعقيد والغموض بخلاف دلائل المنطق والفلسفة، کما با أن استخدام المنهج العقلي في خطاب المدعوين ومناداتهم بترک التقليد الأعمى للآباء والأجداد، والنطر والتفکر في ملکوت السماوات والأرض تکون نتيجته العودة إلي أصل الفطرة السليمة والإذعان للدين القيم وهو الإسلام، ونتج عن الدراسة أن استخدام المنهج الدعوي العقلي في خطاب المدعوين ضرورة حتمية في العصر الحديث الذي ماجت فيه وراجت وتشعبت وتنوعت   الأيديولوجيات وهي "النسق الکلي لـلأفکار والمعتقدات والاتجاهات العامة الکامنة في أنماط سلوکية معينة." فيظهر بجلاء عظمة قيم ومبادئ الإسلام ن وتهافت وطلال الأيديولوجيات المعادية للإسلام، ويوصي البحث بارشاد الدعاة إلي الله وحثهم على أن يکونوا على دراية وعلم تام بمناهج الدعوة وطرق استخدامها وتطبيقها في الواقع العملي، کذلک ضرورة إعداد المؤلفات العلمية المتخصصة في موضوع المناهج الدعوية ونشرها في کتب مستقلة.