يهدف البحث إلى الوقوف على الخصائص المعرفية المميّزة للتعليم الأزهري عن غيره، ورصد آثار التمکُّن من العلوم الأزهرية في البيئة العلمية والمجتمعية، وتمحيص المآخذ النقدية على التکوين المعرفي للشخصية الأزهرية، والدلالة على أوضح الطرق الموصِلة لإحياء التراث الأزهري وتجديده، وقد خلص البحث إلى نتائج وتوصيات: أما النتائج، فأهمها: أن المنظومة المعرفية الأزهرية تتميز بأنها تجمع بين العلوم العقلية والنقلية والسلوکية والتجريبية، وبين علوم الوسائل والمقاصد، وبين قتل التراث فهمًا وبحثًا ودراسةً وإدراکِ الواقع؛ وتتميز کذلک بأن للدارسة الأزهرية طابعًا خاصًّا کان سببًا في تعسُّر علومه على العَجالَى الذين يرومون أن يضحوا علماء في أسبوع أو أسبوعين، وهو أن العلوم فيه متمازجة، لا ينفصل بعضها عن بعض، فتُوجَّهُ المسألة الواحدة توجيهًا نحويًا وصرفيًا وبيانيًا ومنطقيًا وأصوليًّا وکلاميًّا.... إلخ. وأما التوصيات، فأهمها: ضرورة حصر التراث الأزهري من نهايات القرن التاسع عشر حتى ستينات القرن العشرين، وطبعه طباعة جيدة، وذلک لتميُّز أعلام هذه الفترة بإعادة صياغة التراث الإسلامي، ومن أشهر أعلامها: العلامة محمد بخيت المطيعي، والعلامة يوسف الدجوي، والعلامة سليمان العبد، والعلامة محمد عبد الله دراز، والعلامة محمد يوسف الشيخ، والعلامة صالح موسى شرف، والعلامة محمود شتلوت، والعلامة محمد محمد المدني، والعلامة عبد الجليل عيسى، وغيرهم؛ ومن التوصيات کذلک ضرورة إنشاء قناة على اليوتيوب لنشر الشروح المرئية للکتب المکوّنة للشخصية الأزهرية في کل العلوم، وتقسيم محتويات هذه القناة إلى ثلاثة مستويات: مستوى للمبتدئين، ومستوى للمتوسطين، ومستوى للمنتهين.