فهذا بحث في مصطلحي (الدعوة) و(الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر) مبني على فرضية قائمة على الفرق بين مفهوميهما ومواضع استعمالهما، اقتصر فيه الباحث على دراستهما من حيثية متعلق هذين المصطلحين من الموضوعات، بعد أن درسهما من حيثية الشريحة المستهدفة، وسلک فيه منهجي المقارنة والاستقراء لآيات کل مصطلح في القرآن الکريم، لاستخلاص الفروق الدقيقة التي تمايز بين المصطلحين، وتحصر ميدانه (مواطن استعماله)، وتحدد طبيعته بالآخر، آملا أن يکون هذا البحث وسابقه، لبنةً في تأسيس فرع جديد من فروع علم الدعوة، يمکن أن يُطلق عليه (علم الفروق الدعوية)، بحول الله تعالى وقوته.
وقد انطلق الباحث من إحصاء آيات المصطلحين في القرآن الکريم، ثم تحليل تلک الآيات من حيث المتعلق والموضوع، ثم استخلاص الفروق بين المقامين من خلال التحليل السابق.