تهدف هذه الدراسة إلى غاية رئيسة وهي إبراز قضايا الرواج النقدي في فکر الهلالي (ت1175هـ)، وأحکامه من خلال کتابه: المراهم في أحکام فساد الدراهم، وعرض آرائه الاقتصادية، المتعلقة بمسائل المعاملة بالنقد المغشوش، والواجب لمن ترتب له شيء في الذمة من المعاملات الواقعة وقت رواج النقد المغشوش.
من أجل ذلک فقد جاء هذا البحث بعنوان: قضايا الرواج النقدي وأحکامه في فکر الهلالي (ت1175هـ) من خلال کتابه: المراهم في أحکام فساد الدراهم؛ لإبراز ظاهرة انتشار الدراهم الفضية المخلوطة بالنحاس، وإظهار الأحکام المتعلقة بالنقود المغشوشة، وما يجب القضاء به في زمن انقطاع المعاملة بالنقد المغشوش، وحکم ما يجب القضاء به في العقود المعين فيها صفة النقد، من طيب أو زائف، حال اختلاطهما في التعامل.
وقد کان الباعث على اختيار هذا الموضوع قيمة کتاب الهلالي العلمية؛ حيث حوى کثيرًا من المسائل المتعلقة بمسائل النقود: (النقص ـ التزييف ـ الکسر ـ الغش ـ التغيير)، وکل ما يتعلق بالنقود المتداولة في بلاد المغرب زمن المؤلف، وکذا بالنسبة لأحکام التعامل بالنقد المغشوش في المذهب المالکي.
    وقد اعتمد الباحث على المنهج التحليلي، القائم عَلَى الاستقراء، والوصف، من خلال العودة إلى المَصَادِر التي تعرضت لموضوع الدِرَاسَة.
   وقد خلص البحث إلى أن الهلالي أراد امن عرض نازلته إلى توحيد السکة المتعامل بها داخل المجتمع؛ لتجنب النـزاعات في أمور البيع، والشراء، والمعاوضة، وأمور الأحوال الشخصية، ومن أجل توضيح ما يريده الهلالي فقد دمج بين العلم الشرعي(الفقهي)، وبين العلم الفني(الکيميائي)، لا سيما في مسألة کسر النقود، والتخلص منها؛ لئلا تفسد سکة المسلمين وتضيع رؤوس أموالهم.