الزّواج بنيّة الطلاق عقد تامّ الشروط و الأرکان، ولکنّ الزوج يضمر في نفسه أن يطلّق الزوجة بعد مدّة، طالت أو قصُرَت .. وقد ذهبت جمهرة الفقهاء إلى أنّ هذا النکاح صحيح .. ولکن لمّا کثر هذا الزواج اليوم في أوساط المغتربين بسبب الدّراسة أو السياحة أو غير ذلک، ونتجت عنه آثار سيئة؛ ذهب کثيرٌ من الباحثين والمشتغلين بالفقه إلى القول بتحريمه وبطلانه؛ لکونه مخالفًا لمقصد الشارع من الزواج، وهو الدّيمومة، ولکونه في معنى نکاح المتعة ونکاح المحلِّل.      وقد هدفت هذه الدِّراسة إلى معرفة الرّاجح من هذين الرّأيَين، من خلال النّظر في أدلّة الفريقين والموازنة بينها ومناقشتها، وَفق المنهج التحليلي الاستنتاجي المقارن .. وکان من أهم النتائج التي خلص إليها البحث أنّ هذا النکاح جائز وصحيح؛ لأنّه ليس في معنى نکاح المتعة ولا نکاح المحلِّل، کما أنّ قواعد الشّرع لا تأباه .. و لکنّه - مع کونه جائزًا - مکروهٌ وليس مباحًا؛ لما فيه من مخالفة مقصد الشارع من النکاح؛ وهو الديمومة، ولکونه مخالفًا للمروءة.