يتّجه هذا البحث إلى بيان أهمية قيمة التيسير في الشريعة الإسلامية وفي تطبيقاتها المتعدّدة، وقد اختصّت المؤلِّفة بيان أوجه التيسير في الفريضة الکبرى للإسلام (الحـج) من خلال السنّة النبوية قولا وفعلاً.. وقد أظهرت بجلاء أن التيسير ليس قاعدة فقهية فحسب؛ بل هو من أعلى مقاصد الشريعة الإسلامية التي جعلها الله شريعة الوسطية والتيسير في کل جانب من جوانب التشريع.. وقسمت المؤلّفة بحثها إلى مقدمة، ومبحثين، وخاتمة، وقد جاء مبحثها الأول في بيان بعض مظاهر التيسير في ما قبل القيام بفريضة الحج، التي منها: الاستطاعة التي توجب الحج على الآفاقي، وهو من ابتعدت مسافته عن مکة، وتحدثت عن الاستطاعة بالنفس وبالغير، کما فصّلت الآراء حول سفر المرأة بدون محرم، ثم تحدّثت عن مسألة إذن الزوج لزوجته في فريضة الحج، مع بيان فرض الحج وما يتعلّق بإحرام الحائض بالحج، وما يتصل بمسألة الاشتراط للحاج.. ثم کان المبحث الثاني، وقد اختصّته المؤلِّفَةُ ببيان مظاهر التيسير أثناء الحج، ورکّزت فيه على مظاهر التيسير في أرکان الحج، کما في أمر التيسير في الوقوف بعرفة، وفي طواف الإفاضة، کما رکّزت على مظاهر التيسير في واجبات الحج، وقد ضمنت هذا العنصر ثلاث مسائل، وهي: تعجل الدفع من مزدلفة، التيسير في الرمي، وسقوط طواف الوداع عن الحائض والنفساء. وفوق هذا وذاک فقد ضمّنت بحثها في کل مسألة بيان أقوال الفقهاء المتعلقة بها، مع إيراد أدلتهم، وتعليلاتهم، معتمدة على المنهج العلمي المتبع في البحوث من عزو الآيات والأقوال، وتخريج الحديث. ثم ختمت بحثها بخاتمة ضمّنتها بعض النتائج والتوصيات، منها: نشر الفتاوى المتعلقة بجوانب التيسير، تفعيل دور الأئمة والخطباء، وإعطاؤهم خطبًا في مواسم الحج تعد من قبل هيئة مختصة، يشار فيها إلى أهم قضايا التيسير في الحج، فضلاً عن إنشاء قناة إعلامية في فترة الحج تشرف عليها وزارة الحج، ويکون من ضمن برامجها التيسير في الحج.