الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد ؛؛؛
لقد کان صلح الحديبية من الوقائع العظيمة التي غيرت مجرى تاريخ الدعوة, وحيدت أکبر عدو للمسلمين, فدخل الناس بعدها في دين الله أفواجاً, فقد لوى الشيطان عنقه, وما عادت قريش من جنده, فسهل على المسلمين الدعوة والصدع بها في جزيرة العرب وخارجها, فقد کانت فتحا کما سماها المولى - U - في کتابه.
وصلح الحديبية ذلک الحدث الجليل اشتمل على دلالات دعوية عديدة تمثل في الداعي الأول والأعظم سيد الخلق - r -, کما اشتمل على دلالات دعوية تتعلق بالمدعوين وأخرى تتعلق بموضوع الدعوة ووسائلها وأساليبها, ومن ثم أردت أن أسلط الضوء على أهم تلک الدلالات الدعوية فکان هذا البحث والذي جاء بعنوان: "الدلالات الدعوية في صلح الحديبية".
وقد تناولت في المقدمة أهمية البحث, ومنهجي فيه, وأهم الأسباب التي دعتني لاختياره, ثم تحدثت في التمهيد عن أهم المصطلحات الواردة في عنوان البحث, وفي المبحث الأول تناولت أهم الدلالات الدعوية المتعلقة بالداعي وتمثلت في القيادة الحکيمة, وحرص الداعية على السلام, ورفق الداعية بالمدعوين, وفي المبحث الثاني تناولت أهم الدلالات الدعوية المتعلقة بالمدعو وتمثلت في تعظيم النبي - r - وطاعة أوامره والتضحية والفداء من أجل الدعوة, وحسن المشورة, وفي المبحث الثالث تناولت الدلالات الدعوية المتعلقة بموضوع الدعوة, وتمثلت في الوفاء بالعهود والمواثيق, الثقة في الله أساس النصر والتمکين, والإسلام دين التعايش السلمي, وفي المبحث الرابع تناولت أهم الدلالات الدعوية المتعلقة بالوسائل والأساليب الدعوية وتمثلت في ضرورة تغيير الأسلوب والوسيلة للوصول للهدف الدعوي, وتعدد الوسائل والأساليب في التعامل مع المدعوين, وتعدد الوسائل والأساليب في التعامل مع المدعوين, وأخيرا سجلت أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث وأهم التوصيات.