إن مشکلة الحرية الإنسانية کانت ولا تزال من أهم المشکلات في الفکر الإنساني ؛ نظرا لأهمية هذه القضية ,لارتباطها بالإنسان ومسؤلياته تجاه الله جلا علاه والمجتمع , وفي نهاية هذه الدراسة عن الحرية الإنسانية في الفکر الإسلامي والغربي الحديث ,اذکر أهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث والتي تتمثل فيما يلي:
إن الفکر الإسلامي سبق الفکر الغربي الحديث في بحث مشکلة الحرية تحت موضوع الجبر والاختيار, بل إن تناول الفکر الإسلامي لهذة القضية أعمق .
إن مرجع هذ العمق , إلى ارتباط هذه القضية عند مفکري الإسلام و الفرق الإسلامية بالعقيدة وما ورد فيها من نصوص , ومحاولة فهمها عند جل الفرق في ظل ثوابت العقيدة ومبادئ الإسلام .
إن جل الفرق الإسلامية والمفکرين المسلمين من فلاسفة وغيرهم يقولون بحرية الإنسان في تصرفاته مع اختلاف بينهم في کونها مطلقة أو واقعة تحت إرادة الله سبحانه وتعالى .
فالمعتزلة ذهبوا إلى أن العبد فاعل لأفعاله الاختيارية , وأنها غير مخلوقة لله تعالى , فالعبد حر في أفعاله , وإلا لما کان هناک مدح ولا ذم ولا ثواب ولا عقاب .
والجبرية نفوا الفعل عن العبد حقيقة وأضافوه إلى الله , فالإنسان ليس حرا في أفعاله بل هو مجبر في جميعها .
أما الأشاعرة فلم يقولوا بمذهب الجبر , ولا الاختيار المطلق , بل قالوا بالکسب, فالله خالق لجميع الأفعال , إلا أن سنته بأن يخلق عقب القدرة الحادثة أو معها الفعل الحاصل إذا اراده العبد فيکون ذلک خلقا لله وکسبا للعبد , فالإنسان له حرية في أفعاله من خلال کسبه لها .
إن بعض المفکرين الأوربيين في العصر الحديث , يتفقون مع الفکر الإسلامي في أنه لولا الفعل الحر للإنسان لما استحق المدح والذم , فهو أساس الأخلاق, في الفکر الإسلامي , وکذلک عند بعض فلاسفة الفکر الأوربي الحديث .
کذلک يتفق بعض المفکرين الأوربيين في العصر الحديث مع المعتزلة في القول بالحرية المطلقة .
الربط بين الفکر الأوربي الحديث وبين العقيدة نادرا وبصورة سطحية
أن مذهب الجبر في الفعل الإنساني في الفکر الأوربي الحديث حاضرا مع القول بالحرية .
اقتضت طبيعة البحث أن يکون في: مقدمة , وتمهيد , ومبحثين , وخاتمة .
وقد اشتملت المقدمة على: أهمية الموضوع , وأسباب اختياره ,ومنهج البحث , وخطته.
وقد بينت في التمهيد معنى الحرية وأنواعها , والحرية المقصود دراستها في البحث .
المبحثالأول : (حرية الإرادة في الفکر الإسلامي ).
والمبحثالثاني : ( حرية الإرادة في الفکر الغربي الحديث ).
الخاتمــــة : وبها أهم نتائج البحث .