وإن الجوانب الحضارية, في مقاصد الدعوة الإسلامية هي نافذة أمل, ومستقبل حياة, يُمکن للعالم أجمع أن يُطل من خلالها على رقي الإسلام وحضارته التي سبق بها کل الحضارات, وانتصر من خلالها –مفهوماً ومدلولاً- على کل المنظمات الدولية والعالمية, وکل المواثيق والمعاهدات التي طالما نادت بحق الإنسان في الحياة والکرامة, فاحترمت هذه المقاصد الدعوية حرية الإنسان في عقيدته, ونادت بحُرمة بُنيانه, وصيانة نسله, وحفظ ماله, وسلامة عقله.
وهذا ما تُعورف عليه باسم: الضرورات الخمس, ولقد أوجب الشارع الحکيم حفظها, وها أنا ذا أذکرها مرتَّبة على وفق ما ذکره الإمام الشاطبي -رحمه الله- حيث إنه قال: "ومجموع الضرورات خمس هي: حفظ الدين, والنفس, والنسل, والمال, والعقل, هذه الضرورات الخمس إن فُقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة, بل على فساد وتهارج, وفوت حياة, وفي الآخرة فوت النجاة والنعمة, والرجوع بالخسران المبين".
وقد اقتضت طبيعة العمل في هذا البحث تقسيمه إلى خمسة مباحث, تسبقها مقدمة, کما زيَّلتها بخاتمة, يتبعها ثبت المراجع والمصادر, ثم فهرست الموضوعات, ومن هذا المنطلق جاء البحث مرتَّباً على النحو التالي:
المبحث الأول: الجوانب الحضارية في مقصد حفظ الدين.
المبحث الثاني: الجوانب الحضارية في مقصد حفظ النفس.
المبحث الثالث: الجوانب الحضارية في مقصد حفظ النسل .
المبحث الرابع: الجوانب الحضارية في مقصد حفظ المال .
المبحث الخامس: الجوانب الحضارية في مقصد حفظ العقل.
ثمَّ الخاتمة: وجاءت مشتملة على:
* أهم النتائج والتوصيات.
* ثبت المصادر والمراجع.
* فهرست الموضوعات.