في هذا البحث قمت ببيان معاني حديث الطاعون بعد تخريجه، كما قمت بجمع الشبه المثارة حوله، فكانت تسعة كالتالي: الأولى: إذا كان عمر رضي الله عنه راضيا بالقدر مؤمنا به فما سر رجوعه من سرغ؟، والثانية: إذا كان عمر رضي الله عنه فعل ما أوصت به السنة النبوية، فلم ندم على الرجوع من سرغ؟، والثالثة: إذا كان المرض لا يعدي بنفسه، بل بإذن الله تعالى، فلم النهي عن دخول الأرض المصابة والخروج منها ؟، والرابعة: إذا كان الأجل مقدرًا، فلم يُنه عن دخول الأرض المصابة أو الخروج منها؟، و الخامسة: إذا كان النهي عن الخروج من البلد المصابة خشية الفرار، فلم فر بعض الصحابة ولم يفر بعضهم؟، والسادسة: كيف يكون الطاعون شهادة وقد يقع عقوبة بسبب المعاصي؟!، و السابعة: إذا كان النهي واردا فلم بعث أبو موسى رضي الله عنه ابنته إلى الأعراب؟، والثامنة: كيف يجمع بين حديث الباب وحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَقْبَلَ إِلَى الشَّامِ فَاسْتَقْبَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ, وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ, فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ مَعَكَ وُجُوهَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ وَخِيَارَهُمْ, وَإِنَّا تَرَكْنَا مِنْ بَعْدِنَا مِثْلَ حَرِيقِ النَّارِ, فَارْجِعِ الْعَامَ, يَعْنِي: فَرَجَعَ عُمَرُ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ جَاءَ فَدَخَلَ, يَعْنِي الطَّاعُونَ ". وهذا في الظاهر يعارض حديث الباب فإن فيه الجزم بأن أبا عبيدة رضي الله عنه أنكر الرجوع، والتاسعة: هل يجوز إسقاط فريضة الحج عند انتشار الطاعون قياسا على رجوع أمير المؤمنين عمر من سرغ؟ وقمت بالرد عليها ردا علميا وفق القواعد العلمية في تخصص الحديث وعلومه.