يدور الحديث في ذلك البحث حول المتطلبات والمطالب الشخصية التي ينبغي توافرها في النقاد، قبل القيام بعملية النقد، أو الموازنة، أو المقارنة تطبيقيًا، وكذلك متطلبات ومطالب النقد الأدبي من النقاد، عند إجراء تلك العمليات تطبيقيًا؛ ليكون إجراؤها أقرب إلى الصحة والصواب.
وما تضمنه البحث من تلك المتطلبات والمطالب، يتعلق بتلك العمليات النقدية، قبل وأثناء وبعد إجرائها، من خلال إيضاح المطلوب من النقاد في تلك المراحل، وما تقتضيه كل مراحله منها من ضوابط وأسس، يفضل أن يراعيها النقاد، ويهتموا بها؛ حرصًا على صوابية عمليات النقد الأدبي، ودقتها، على اختلافها، وتنوعها.
ويؤكد البحث على أهمية توافر الضوابط والمتطلبات النظرية في شخص الناقد الأدبي، والعمل على تنميتها وصقلها؛ ليكون مؤهلًا للنقد الأدبي، قبل القيام بممارسة عملية النقد الأدبي التطبيقي.
كما يؤكد البحث على أهمية إحاطة الناقد الأدبي بمتطلبات ومطالب الطريقة الصحيحة للنقد الأدبي التطبيقي، وأهمية مراعاتها، بكل خطواتها وعناصرها، ومراحلها، أثناء ممارسة ذلك النقد؛ ليكون إجراؤه – تطبيقيًا- إجراءً صحيحًا من لحظة اختيار العمل الأدبي، أو الأديب، محل النقد، ومرورًا بكل المراحل بعد ذلك، حتى إصدار الحكم النقدي على العمل الأدبي أو الأديب، وما تتطلبه تلك المراحل من ضوابط وأسس نقدية؛ حرصًا على سلامتها ودقتها، وكذلك اكتساب النقاد الخبرة اللازمة لهم.
فالبحث –بشكل عام- يرسم الطريق الصحيح للنقد الأدبي، في كل خطواته ومراحله، نظريًا؛ ليمهد للنقاد الطريق إلى إجراء النقد التطبيقي الصحيح، هادفًا من وراء ذلك إلى صحة النقد الأدبي، ودقته، وصوابيته، ودقة أحكامه النقدية، وصحتها، وصوابيتها، بقدر الإمكان.