تناولت الدراسةُ تفسيرَ الکلمة في القرآن بذِکْرِ ما يُضَادُّها في نفس الآية أو في الآية التي تليها، وهذا لونٌ من التفسير لطيف، يُعَدُّ نوعًا من أنواع تفسير القرآن بالقرآن، لم أرَ مَن تَعَرَّض له عند ذِکْرِ أنواع تفسير القرآن بالقرآن. وقد اشتمل القرآنُ على عددٍ کثيرٍ من هذا النوع؛ منه ما هو واضح المعنى فلم يندرج في هذه الدراسة، ومنه ما يحتاجُ إلى بيان وهو ما تناولته الدراسة. وقد طُبِّقَت الدراسة على سورتي البقرة وآل عمران، في (47) آية. وتکمن أهمية الدراسة في أنها نوَّهت إلى هذا اللون من التفسير للقرآن؛ حيث ينجلي المعنى جلاءً تامًّا بذکر الکلمة وضِدِّها. وجاءت الدراسة في مبحثين، الأول: تفسير الکلمة القرآنية المفْرَدَة بِضدِّها المفْرَد في الآية. والمبحث الثاني: تفسير الجملة القرآنية بِضدِّها الوارد في الآية، جملةً کانت أو مُفْرَدة. واتَّبَعت الدراسةُ المنهجَ الاستقرائي التحليلي التطبيقي. وکان من نتائج الدراسة: أن تفسير الکلمة بذکر ضِدِّها في الآية نوعٌ من تفسير القرآن بالقرآن، وأن له أمثلةً کثيرةً في القرآن، وأن کلمة (الآية) قد تطلق على الآيتين المتتاليتين، وأن الضِّدَّ والنَّقيض والخِلاف والمقابِل، مصطلحاتٌ تَرِد في کثيرٍ من کتب اللغة والتفسير بمعنىً واحدٍ. وأوصت الدراسةُ بتطبيق هذا النوع من التفسير على باقي سُوَر القرآن.