إنه لما کانت کثير من اللحوم في البلاد الإسلامية تجلب من بلاد غير إسلامية، وهذه البلاد تعتمد على طرق ذبح حديثة؛ کالصعق الکهربائي والتخدير، وغيرهما من الطرق، وهذه البلاد غير الإسلامية لا تعنيها التذکية الشرعية، وإنما يعنيها فقط هو السهولة والسرعة في الذبح؛ لذبح أعداد کبيرة في أوقات محدودة ، وقد انتقلت بعض هذه الطرق إلى البلاد الإسلامية، فاعتمد عليها البعض دون النظر إلى حل أو حرمة؛ إلا أن عامة المسلمين يتوجسون من هذه الطرق؛ لما دار حولها من شبهات؛ احتياطًا لدينهم، وخوفًا على صحتهم من الأمراض التي قد تصيبهم جراء أکل لحوم الذبائح التي ذبحت بهذه الطرق ، أضف إلى ذلک وقوع المسلمين في البلاد غير الإسلامية؛ لاسيما المحتاطون لدينهم في تردد وحيرة من أمر الذبائح التي تذبح بهذه الطرق، والذي يتوقف حلها على توفر الصفة المشروعة في ذبحها؛ کلحوم الأبقار والأغنام والدجاج؛ مما جعلهم يتساءلون: هل تتوفر في هذه الذبائح شروط وضوابط التذکية الشرعية أم لا ؟ ولهذا کانت طرق الذبح الحديثة من الأمور المستجدة التي ظهرت في هذا العصر؛ لاسيما أنها بدأت تظهر وتنتشر في البلاد الإسلامية، وهذا يُوجب علينا أن نبين هذه الطرق الحديثة للذبح، ونوضح موقف الفقه الإسلامي منها ، لذا کان هذا البحث الذي يتعرض لطرق الذبح الحديثة، وموقف الفقه الإسلامي منها.