Subjects
-Tags
-Abstract
ملخص البحث
النسخ فى القرآن الکريم بين الأصوليين والحداثيين
إن النسخ له معان متعددة فى لغة العرب منها الإبطال والإزالة، ومنها نقل الشىء تقول نسخت الکتاب أى نقلته، وعلى إثر تعدد معانى النسخ فى اللغة تعددت أيضا تعريفات الأصوليين للنسخ وإن کان يمکن القول أن تعريفات الأصوليين لا تخرج عن کون النسخ رفعا للحکم أو إبطالا له بحکم متراخ عنه، أما الحداثيون فيرون أن معانى النسخ فى اللغة متناقضة حيث إن النسخ قد يکون بمعنى الإبطال أو النقل، والأول محق والثانى إبقاء وهذا يدل على مستوى متواضع فى اللغة لم يستطع صاحبه بين الاستعمال الحقيقى، والاستعمال المجازى؛ أما عن تعريف الحداثيين للنسخ فمنهم من ذهب إلى أن النسخ بالمعنى الأصولى محض اختراع من الأصوليين، اضطروا إليه حتى يستطيعوا التعامل مع الکم الهائل من الآيات المتناقضة!!! ومنهم من ذهب إلى أن النسخ هدم للمطلق، وفتح للمغلق الخ، ولايخفى مراد هؤلاء.
أما عن أدلة وقوع النسخ فقد تباينت المواقف حتى فى المدرسة الواحدة فمن الأصوليين من يرى أن النسخ واقع بين الشرائع وفى الشريعة الواحدة، ومنهم من ذهب إلى أنه لانسخ فى القرآن؛ لأن النسخ ضرب من الباطل، والقرآن منزه عن ذلک، ومنهم من يرى إلى أن النسخ متوجه للآيات الحسية التى لم يؤمن بها السابقون. وأما الحداثيون فمنهم من أقر بوقوع النسخ ولکنه يدعو لاستمراره حتى بعد وفاة النبى (e)، ومنهم من ذهب إلى أن النسخ واقع فى أم الکتاب وليس فى القرآن ومنهم من ذهب إلى أن النسخ متوجه إلى الآية الحسية کما قيل من قبل.
أما عن أنواع النسخ فإن نسخ التلاوة والحکم، أوالتلاوة دون الحکم هما محل نزاع بين العلماء منهم من أجاز اعتمادا على بعض آثار صحت عن الصحابة، ومنهم من منع لأن هذه الآثار على الرغم من النزاع حول فهمها إلاأنها أخبار آحاد لا تصل إلى رتبة أن يثبت بها قرآن وهذا الرأى الأخير هو الأولى بالقبول لأن البحث العلمى الموضوعى ينتهى إليه وحتى لا نفتح باب شر على الأمة اعتمادا على بعض مرويات متکلم فى سندها ومتنها، ولهذا فإن الحداثيين رأوا فى نسخ التلاوة والحکم، أو التلاوة دون الحکم فرصة سانحة من أجل الإجهاز على مصداقية القرآن الکريم وتواتره.
أما عن نسخ الحکم دون التلاوة فإن هذا النوع من النسخ هوالمجمع عليه إلا عند من ينکر النسخ أصلا، وهو واقع فى القرآن ولاسبيل إلى إنکاره؛ لأن الآية الناسخة والمنسوخة قد ثبتت قرآنيتهما بالتواتر، ومازالتا باقيتين فى المصحف، يتعبد بتلاوتهما، وأن هذا النوع من النسخ يدل على رحمة الله بعباده، وعلى تدرج الشريعة، وليس فيه مايستلزم القول بالبداء، أوأن کتاب الله لم يفقد منه شىء ومع هذا کله فإن الآيات المنسوخة ليست معطلة، وإنما يمکن تطبيق هذه الآيات إذا تحققت جملة من الشروط يمکن معها تطبيق الآية المنسوخة على وجهها الصحيح کما سبق بيان ذلک.
ومهما يکن من شىء فلا بد من نقد داخلى لبعض قضايا التراث الشائکة، ووضعها على بساط البحث العلمى النزية حتى لانترک الفرصة لأصحاب القلوب المريضة، والذين يتربصون بالأمة الدوائر أن يطعنوا الأمة فى أقدس ما تؤمن به ألا وهو القرآن الکريم الذى تعهد الله بحفظه فقال: ﱡﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ ﱠ الحجر آية 9.
DOI
10.21608/bfdm.2019.31864
Keywords
<النسخ/الأصوليين /الحداثيين>
Authors
MiddleName
-Affiliation
کلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة -جامعة الأزهر
Email
-City
-Orcid
-Link
https://bfdm.journals.ekb.eg/article_31864.html
Detail API
https://bfdm.journals.ekb.eg/service?article_code=31864
Publication Title
حولية کلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية
Publication Link
https://bfdm.journals.ekb.eg/
MainTitle
النسخ فى القرآن الکريم بين الأصوليين والحداثيين