الملخص: يشتمل هذا البحث على  دراسة الفكر الدلالي عند ابن قتيبة دراسة وصفية تحليلية، تناولت أهم الجوانب في مفهوم الدلالة، كأنواعها، ومظاهر تطورها، وأنواع العلاقات الدلالية بين الألفاظ، وبيان أثر آراء ابن قتيبة، فيمن جاء بعده من القدماء، ومقارنة تلك الآراء بما تمخضت عنه الدراسات اللغويّة الحديثة. و من أبرز ما توصل إليه البحث النتائج التالية:  أفضلية اللغة العربية – عند ابن قتيبة - لما اشتملت عليه من خصائص لا توجد في غيرها من اللغات ؛ ذلك أن الله سبحانه وتعالى اختارها لتكون لغة كتابه المعجز، لذا وجب على من يتصدى للقول في القرآن، أن يُلِّم بمعرفة لغة العرب وطرقها في القول وتفننها في الأساليب. إدراك ابن قتيبة لأهم أنواع الدلالة، مما كان لذلك الأثر البارز فيمن أتى بعده، كابن جني وابن فارس وغيرهم، وذلك ما توصل إليه المحدثون في هذا الجانب. إدراك ابن قتيبة لأثر الإسلام في اللغة، ومحاولة الربط بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي، وأثر ذلك فيمن جاء بعده، كالرازي في كتاب الزينة، وابن فارس في الصاحبي، ومقاييس اللغة. وضع ابن قتيبة يده على أهم وأبرز مظاهر التطور الدلالي، وأقرّ بذلك التطور في لغة العرب، لكنه وقف من ذلك التطور موقف الناقد، بل المخطئ لما ورد منه في عصره. إدراك ابن قتيبة لأبرز العلاقات الدلالية بين الألفاظ، وهي الترادف والاشتراك، مع اهتمامه الخاص بألفاظ الأضداد، وبيان أسبابها، ذلك لأنها مما عدّ طعنا في لغة العرب، وفسادًا  في حكمتها.