الملخص :                              لقد ارتبط علم الأسلوب، أول ما ارتبط، بنظام اللغة، انطلاقًا مع الاتجاهات التي أخذت حيزًا يختلف كلٌّ منها عن الآخر في التكوين، الفلسفة، البناء، الجذور، التطور، والتطبيق والإجراء، فهي متباينةٌ في كلٍّ من مساراتها المعرفية. وهذا يُحيل إلى أنَّ النظام الذي ارتبط به هو ارتباطٌ متعلقٌ بتحليل الخطاب في المقام الأول، وبالقواعد التي ينبغي أن تكون متضافرة لدى عقل المحلّل النَّاظر في تكوين الخطاب، وإن كان البحث الأسلوبي في أساسه لا يتعلَّق بمسائل تحليل الخطاب؛ لأنّه أمرٌ مرتبطٌ بالعناصر الثلاثة التي يتشكّل منها: المخاطِب، والمخَاطَب، والخطاب بنظامه وتكوينه وعلاقاته ومكوناته. ويهدف البحث إلى مراجعة المناهج الحديثة وربطها بالتصور المعرفي؛ لأن الغفلة عن التراث، أو الانغلاق عليه دون مكاشفةٍ للقضايا المعرفية هو إما ضعف أو جبنٌ يورث غبنًا، إذ الأوْلى النّظر بوعيٍّ متكامل للنظريات، وملاحقة المستجدات، فأيّ عاقلٍ ينظر إلى شمولية النَّظم ولا يعتمد بمكوناته الأسلوبية؛ ثم يرفض الحكم بمقتضياته التي وضّحها عبد القاهر، وطُبّقت على النصوص، ثم بعد ذلك يعزف قائًلا: بأنّ الدراسات الأسلوبية المعاصرة جاءت بديلًا في كلِّ أنظمتها عن البلاغة العربية التي كانت معيارية قاصرة؟!