الملخص : تناولات هذه الدراسة عنوان : مرتكزات تحقيق التعايش السلمي في ميزان الفقه الإسلامي. يدور الحديث هنا حول موضوع التعايش السلمى بين أفراد المجتمع الواحد من مسلمين وغير مسلمين، وعلاقة الفقه الإسلامي بهذا الموضوع المهم الذي عليه مدار قيام الدول وتقدمها وتحقيق رفاهيتها، وبيان أن التعايش السلمي مما قررته شريعتنا، وهذا دليل على صلاحية الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان، وأنها جاءت بمصالح العباد، كذلك فى هذا البحث بيان واضح للشريعة الإسلامية فى تكريمها لبنى الإنسان، وأن أساس التكريم لم يبن على أساس دين أو لون أو عرق بل لكونه إنسان سخر الله له كل ما فى الكون لخدمته ، ومن ثم يتكون هذا البحث من مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة، وقد اتبع الباحث في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي الذي يساعد على جمع و استقصاء ما يؤثر في تحقيق التعايش السلمي وتحليل علاقتها بتحقيقه. وتوصل إلى النتائج الآتية :- منها الخروج بعلم الفقه من حيز النظرية إلى حيز التطبيق، وأن التكريم الإنساني يجعل الجميع متساوين في الحقوق والواجبات، ومن ثم يحقق مبدأ الانتماء الوطني، ويحقق الألفة والمودة بين أفراد المجتمع على اختلاف طبقاتهم وظروفهم وأحوالهم، كذلك حرية الاعتقاد هو أول باب التسامح بين أفراد المجتمع المختلفين في الاعتقاد والدين، وهو وسيلة المودة بينهم؛ فينعم أفراد المجتمع بمجتمع هادئ خال من الاضطرابات والنزاعات والمشكلات بين أفراد المجتمع، كما أن  التسوية بين الخصمين إذا كان أحدهما غير مسلم تدعو إلى العدالة، وإلى بيان فضائل الإسلام، وما فيه من مزايا فاضلة، وسجايا حميدة .