الملخص : لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، والنبي صلى الله عليه وسلم عربي، ومن طرائق العرب في التعبير استخدام المجاز، وهذا البحث يتناول مسألة وجود المجاز في نصوص الأحكام الفقهية، فيبين تعريف المجاز، وضوابطه، ومسوغاته، ويثبت بالأدلة وجوده في نصوص الأحكام الفقهية، ثم يتناول بالدراسة مجموعة من نصوص الأحكام الفقهية التي اشتملت على المجاز، ويبين رأي العلماء فيها، وأثر ذلك على الحكم الذي تضمنته هذه النصوص. أن نظرية المعرفة وإن كانت من أركان الفلسفة الحديثة إلا أنها ليست مما اختص به علماء الغرب، فقد بحثها علماء الإسلام في كتب العقائد وعلم الكلام والفلسفة والمنطق، ومن النتائج التي انتهى إليها البحث أن حمل الكلام على المجاز جائز ويجب أن يتم في ضوء الضوابط الآتية: الضابط الأول: الأصل في الكلام حمله على الحقيقة، الضابط الثاني: أن يكون القائل بالمجاز من أهل الاجتهاد والنظر والاستدلال، الضابط الثالث: أن يكون المعنى الذي أُوِّل إليه اللفظ من المعانى التي يحتملها اللفظ ظاهراً فيما صُرف عنه، محتملًا لما صُرف إليه، الضابط الرابع: أن يعتمد القول بالمجاز على دليل صحيح يدل دلالة واضحة وصريحة على صرف اللفظ من ظاهره إلى غيره.