الملخص : يتكلم البحث عن الشبهة التي أوردت على حديث النبي ﷺ "ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ"، والرد عليها من كلام أهل العلم، مع ذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم عموما، وفضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه خصوصاً لتعرضهم عليه في هذه الشبهة، وتتلخص شبهة هذا الحديث في شبهتين: الأولى: اتهام الصحابة رضي الله عنهم بالتعالي على مقام النبوة ومنعهم النبي ﷺ من أداء رسالته. الثانية: دعوى بعضهم أن الصحابة رضي الله عنهم اتهموا النبي ﷺ بالتخريف. وقد وردت هذه الشبه عن بعض الشيعة وغيرهم، ويزعمون أن النبي ﷺ أراد بالكتاب النص على الخليفة من بعده، وأن المقصود بذلك عندهم النص على علي بن أبي طالب رضي الله عنه خليفة بعده ﷺ، والجواب عن هاتين الشبهتين بأجوبة عدة، منها كمال الدين، وعصمة الله لنبيه من أن يمنعه أحد من تبليغ دين الله، وأن ما همَّ بكتابته لم يكن وحياً لأنه لو كان كذلك لما أعرض عن كتابته، وأن الصحابة توقفوا عن إحضار الكتاب إشفاقاً عليه في مرضه، إلى غير ذلك من الأجوبة المفصلة.