ملخص البحث: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يَضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. وبعد فإن أفضل ما يشتغل به الباحثون، مدارسة القرآن الكريم وعلومه، ومِن ثَمَّ كان الاهتمام بنص اللفظ المنزل منذ عصر النبوة حفظًا في الصدور، وكتابةً في السطور، ثم جمعًا وكتابةً في مصحف جامع مرتب الآيات والسور، مما كان له أثر بالغ في حفظ كتاب الله -D-. ومن موضوعات علوم القرآن التي أولى العلماء عنايتهم بها، موضوع التوقيف والاجتهاد في ترتيب آيات القرآن الكريم وسوره، حيث عَنوا بعرض أقوال أهل العلم، وأدلتهم ومناقشتها، إلا أن كثيرًا من تلك الأقوال لم تلقَ تحقيقًا وافيًا يقطع السبيل على أولئك المشككين في سلامة القرآن من التحريف والتبديل. لذلك تعرضت لهذا الموضوع متوخيًا وضوح الفكرة، وسهولة العبارة، ومناقشة الأدلة وتوجيهها والرد عليها، والترجيح بينها، وتتبع الإشكالات الواردة على بعض الروايات فيها، وتفنيدها، وبيان وجه الحق فيها.