الملخص : من المعلوم أن وحدة الأمة هي نواة وجودها، ولب كيانها، وأن المحافظة على هذه الوحدة هو غاية الغايات، وهذه الوحدة هي التي تكسب الأمة هويتها، وتمنحها شخصيتها المتميزة المستقلة بين الأمم فالأمة بدون وحدة كالسراب... ومن هنا نقول إن أسوأ الحروب التي تتعرض لها الأمم على الإطلاق تلك التي تستهدف وحدتها. ومن المعلوم أيضا أن أمتنا الإسلامية تتعرض منذ نشأتها وحتى اليوم إلى محاولات حثيثة من أعداءها لضرب هذه الوحدة بهدف تقويضها، والإجهاز عليها، وتتمثل الحرب على وحدة الأمة في استغلال حالة الاختلاف بين المذاهب والجماعات الإسلامية -وهو بلا شك اختلاف مبني على التنوع - بإشاعة الفكر التكفيري بينها، فكما تسلل عبد الله بن سبأ وأذنابه مستغلا ذلك الاخلاف المحمود بين الصحابة في اشعال الفتنة بينهم يصر أحفاده من اليهود والنصارى على السير على نهجه بهدف ضرب الأمة في عمقها عن طريق تجديد فتنة التكفير بين أبنائها وكان من نتيجة ذلك ما نراه من حروب بين أبناء الأمة حتى باتت أمتنا مثخنة بالجراح.