الملخص : يكفل الدين الإسلامي للمجتمع الإنساني عامة، وللمجتمع المسلم خاصة، كل عوامل السعادة والأمن والاستقرار، تتجلى له المخاطر المحدقة بالفرد والمجتمع عموماً، ومع الانفتاح العالمي الذي نعايشه خصوصاً، والذي نتج عنه تدفقٌ غزير للأفكار والثقافات، وتعددٌ لمشاربها ومصادرها، وفي كل وقت وحين، الأمر الذي يحتم على المسلم الحصيف أن يصب اهتمامه على تحصين فكره وفكر من استرعاه الله عليهم من اللوث الفكري الدخيل على ثوابتنا، ولا يقبل فيها المساومة ولا المساس بها . ولما كان مصدر هذه الثوابت هو القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، كان حرياً بالباحثين استنباطها من القرآن والسنة، ودراستها، وتعلمها وتعليمها . وإن من أعظم هذه الثوابت في القرآن الكريم : شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فآثرتُ أن أخوض الغمار، وأزيل الأستار في هذا البحث اليسير عن هذا الجانب القيم، وعنونتُ له بـ : ثوابتُ الأمن الفكري في القرآن الكريم شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنموذجاً ومن أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره : إبراز أهمية الأمن الفكري، فالفكر والأمن متلازمان ،واستنباط أبرز ثوابت الأمن الفكري من القرآن الكريم، فمعرفةُ الثوابت تعين على التمسك بها .ونشر الوعي الفردي والمجتمعي بهذه الثوابت وصولاً لتحقيقها . ومن أهداف البحث : الربط بين أهمية الأمن الفكري من جهة وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى، كأحد ثوابت الأمن الفكري في القرآن الكريم . التذكير برسوخ هذه الشعيرة في القرآن الكريم، كثابت من ثوابت الأمن، وأهميتها في تحقيق الأمن الفكري. إبراز أثر شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموجهة للفكر الإنساني