الملخص  :  معلوم أن الإمام الماتُريدي (ت333هـ)قد تمتّع بمكانة علمية جعلت منه مؤسسا لمدرسة بدت أنوارها الفكرية طريقا لسبيل الرشاد بجانب المدرسة الأشعرية على مدى القرون البعيدة، ولم يكن ذلك من فراغ، وإنما استخدامه للمنهج النقدي المختبِر للآراء لمعرفة صحيحها من فاسدها عن طريق القواعد الثابتة والمحكمة، وذلك في تناوله ومعالجته للأفكار والمسائل الكلامية المطروحة؛ حيث كان ذلك سمة في شخصية الإمام الفكرية؛ وذلك لعلمه أنّ ترجيح القول الأصوب في كل مسألة دائما ما يعتمد على الضبط والنظم الفكري الممنهج بقواعد مفادها اليقين، فقد كان من السابقين الذين أرسوا قواعد المنهج النقدي، ولم يكن ذلك طريقة مشهورة عند كثير ممن سبقوه، والذين قد اشتهروا باعتمادهم على الرواية دون درء المفسدة من الفكرة والمسألة المطروحة على أذهان المتلقيين.  من أهم النتائج التي توصل إليها البحث أن تناول الإمام الماتريدي قد تمتّع بالموضوعية في تناوله للمسائل الكلامية، كذلك يمكن أن نرى فيه اللمحة الفلسفية الباحثة عن الحقيقة، من خلال تناوله وتطبيقه للمنهج النقدي، وغير ذلك من النتائج التي تؤكد أن هذا الإمام يعتبر من أصحاب الإشارات الأولى لما أسميناه بعلم المناهج.