تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على موقف الشعر المصري المعاصر من الإساءات الغربية إلى النبي -r-، وتقديم رؤى الشعراء في تفنيد تلک الاتهامات المغرضة التي لا يدّخر متطرفو الغرب جهدا في إلصاقها بالفکر الإسلامي وتکرارها بشتى الأساليب والصور.      وهذا البحث يقوم على محورين، أحدهما: يقوم باستنطاق مضامين الأشعار التي محورها الدفاع عن نبينا-r- أمام الإساءات الغربية، وتعيين أبرز أفکارها التي تمثلت في: الکشف عن دوافع أعداء الدين لتشويه سماحة الإسلام وإنسانية رسوله- r-، واستحضار الشواهد التاريخية والقرائن العقلية المؤکدتين على سماحة النبي ووضاعة المعتدي، ثم تقديم أنفع العبر والعظات التي إذا أخذ المسلم بها أعانته على إظهار سمو شريعته ونصرة رسوله ورفعة أمته في عيون العالمين.     وأما الآخر: فيعتني باستخراج الجماليات الفنية لشعر الدراسة حسب أبرز الآراء والمعايير النقدية الأصيلة والمعاصرة، وذلک من خلال: الکشف عن ملامح المعجم الشعري الذي استعار الشعراء منه أبرز مفرداتهم التي عبروا بها عن موضوعات الدراسة المختلفة، والتعرف على البنيات الترکيبية ذات الحضور الطاغي في تشکيل تجاربهم ومدى دلالتها على أفکارهم وعواطفهم،ثم الکشف عن المصادر التي استلهم منها شعراء الدراسة صورهم الشعرية التي جسدوا بها رؤاهم، ودراسة أنماطها وأساليب بنائها، ثم دراسة خصائص البنية الإيقاعية في قصائد الدراسة وفق العروض الخليلية وعلم البديع.     وقد خلصت تلک الدراسة إلى عمق رؤى شعرائها وجلال مواقفهم إزاء الإساءات الغربية إلى نبيهم؛ حيث قدمواتجارب جليلة استطاعت أن تعکس صورة الواقع، وتکشف الحقائق، مؤکدة على سماحة نبينا-r- وزيف اتهامات أعدائه له، في خطاب يتميز بالإقناع والنقد البناء البعيد عن التجريح والتعصب المنفر، ومع کل ذلک الثراء الموضوعي لم تقصِّر تجارب الدراسة في شتى جوانب الإبداع الفني في أزهى ثياب.