تزخر المدونة الأصولية بکمٍ کبيرٍ من المذاهب والأقوال التي تضخمت على مدار التاريخ وتناقلها أهل الفن، وکان لبعض الأقوال دورٌ کبير في عدم وضوح المسائل أو التباسها، مع عدم تبيُّن حقيقة القول فيها، ومن ذلک جملةٌ من المسائل الأصولية التي نسبت للحشوية؛ فأردت الوقوفَ على هذه المسائل،وتناولت في هذا البحث معنى الحشوية في کتب العلوم المختلفة، وفي کتب الأصوليين خصوصا، من خلال تتبع ما ذکره الأصوليون في المقصود بهذه الفرقة، کما جاءت الدراسة لتبين سبب ذکر أقوال الحشويين، ومدى إضافتها للمدونة الأصولية، والمسائل التي نسبت إليهم، ومدى دقة النسبة، وهل شارکهم آخرون في القول المنسوب إليهم، مع الوقوف على حقيقة هذه المسائل ومعرفة ما تؤول إليه. - مصطلح الحشوية يعني: الزائد من الامور الذي لا طائل تحته، وأطلق على أفراد من اتجاهات ومذاهب عقدية وفقهية موصوفة بقلة التحقيق.- لم يخرج معنى الحشوي في کتب الأصول عن معناه في الفنون الأخرى، مع ملاحظة التأثيرات العقدية والمذهبية عند من استخدمه.- ذکر الأصوليون أقوال الحشوية في کتبهم لأسباب مختلفة، منها الرغبة في الاستيعاب وجمع الأقوال، إضافة إلى مستوى التداخل والاشتراک بين المسائل الکلامية والأصولية.- من أسباب إيراد اقوال الحشوية في کتب الأصول، الرغبة في التنفير عن تبني أقوالهم والتحذير منهم، ولاسيما إذا کانت مخالفة لاختيار المحققين من أهل الأصول.- ومن الأسباب: اشتهار النسبة بالقول للحشوية؛ فيتناقل القول وينتشر عنهم، وربما لا يکون النقل دقيقا.