يتناول هذا البحث مسألة الزيادة في المتون عند الإمام مسلم من خلال حديث أبي هريرة رضي الله عنه والذي في أوله: (ذهب أهل الدُّثورِ بالأُجور)، وفيه: قال أبو صالح: (فرجعَ فقراءُ المهاجرين...) أدرجها بعض الرواة في الحديث، وقد بيّن موضوع الزيادة في متون الأحاديث وقبولها من ردها، ومناهج نقاد الحديث في قبول زيادات المتون من عدم ذلک، وشروط الإمام مسلم النظرية في قبول زيادة الثقة في متون الحديث، وحکم الزيادة الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه والمروية في صحيح مسلم، روى الإمام مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريق سُمي وانتقى أصح ما ورد في هذه الطريق، وهي التي وقع فيها فصل مرسل أبي صالح عن بقية متن الحديث المرفوع، أورد الإمام مسلم لفظ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه والذي فيه إدراج مرسل أبي صالح في الحديث، ولم يسکت عليه بل بين أنه مدرج، وهذا يؤکد أن الإمام مسلم أورد هذه الطريق ليبين علتها، وقد أوردها في المتابعات والشواهد لا في الأصول، لم تثبت هذه اللفظة في أي طريق من طرق الحديث مرفوعة، بل الثابت أنها مرسلة، قوى الحافظ ابن حجر رحمه الله مرسل أبي صالح ببعض الشواهد التي لا يخلو شيء منها من ضعف کما بينه هو، وفي تقويته نظر، والله أعلم بالصواب.