تناول الباحثُ أثرَ اختلاف القراءات على الترجيح بين أسباب النزول، من خلال آية الأنفال، حيث افتتح البحثَ بتعريفٍ موجزٍ بالقراءات القرآنية، وبأسباب النزول، وفوائد کلٍّ منهما، ثم جَمَعَ الروايات والأقوالَ الواردةَ في سبب نزول آية الأنفال، مع تخريجها وبيان ألفاظها وطُرُقها ومتابعاتها وشواهدها، ومن ثم الحُکْمُ عليها صحةً أو ضعفاً، مبرزاً ما تم التصريح فيه منها بالسببية، وما ليس کذلک، کما بيَّن حجةَ کل قولٍ وأدلته، وبعضَ وجوه اعتراض أصحابه على مخالفيهم، ثم دَرَس الأقوالَ وناقشها سنداً ومتناً، مرجحاً للقول الأول والثاني منها، وأنهما معاً سببٌ لنزول الآية، ومُورِداً حجةَ ذلک الترجيح وأدلته، وفق قواعد الترجيح المعتبرة عند علماء التفسير والحديث والعلل والجرح والتعديل، مع الجواب عما اعتُرض به على ما رجَّحه، ثم خَتَم ببيان أثر القراءات القرآنية الواردة في آية الأنفال: المتواتر منها والشاذ على الترجيح بين أسباب النزول المذکورة. لا يُقبَل من أسباب النزول إلا ما کان صحيح الإسناد، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو مروياً عن الصحابة الکرام - رضي الله عنهم - الذين عاصروا التنزيل وشهدوه، ومصرحاً فيه بالنزول، والصيغُ غيرُ الصريحة في أسباب النزول، کقوله: (نزلت الآية في کذا) تَحتَمل: السببية.