الملخص :
أسلوب التحذير والإغراء من باب "الإنشاء الطلبي"؛ لأنه يکون بالأمر والنهي. وقد يکون بتکرار اللفظ، وقد يکون من باب الخبر.وکثرة الاستعمال، ودلالة القرينة الحالية؛ من أهم الأسباب لحذف الفعل في بابي التحذير والإغراء، فلما کثر استعمال "إياک" ونحوها في باب التحذير و"عليک" ونحوها في باب الإغراء؛ صار ظهور الفعل من الأصول المرفوضة ، کما عبّر بعض النحاة. ودلالة القرينة الحالية أقوى في باب التحذير في حذف الفعل وجوبًا من باب الإغراء. وهذا يدل على الأثر النفسي بين المتکلم والمخاطب من وقوع المحذر منه، وفوات المغرى به، وهذا يدل على حياة هذه اللغة وجمالها؛ حيث دلالة المقام صارت بديلًا عن ظهور الفعل.وحذف الفعل مع تکرار اللفظ في باب التحذير والإغراء يدل على قوة المتکلم، وطول نفسه، وتأکيده في عدم فوات المغرى به، ووقع المحذر منه.وتکرار الاسم والعطف عليه في هذا الباب يقوم مقام "إياک" وکثرته، لذلک صار حذف الفعل فيه کحذفه مع "إياک" ونحوها.ويجوز إظهار الفعل في إفراد المحذر منه في قولک: الجدارَ، وإفراد المغرى به إذا قلت: "أخاک"؛ لأن اللفظ ليس فيه تطويل، فجاز حذف الفعل من باب التوازن مع قصر العبارة، فيجوز أن تقول: احذر الجدار، والزم أخاک. والإغراء ذکره القليل من النحويين، أما أکثرهم فذکره بالإيجاز بعد التحذير؛ لأنه يرى أحکامه مثل أحکام التحذير، فاکتفى بالإشارة إلى ذلک.ولا يجوز تقديم المعمول في باب التحذير والإغراء في مثل قولک: عليک زيدًا، فتقول مثلًا: زيدًا عليک؛ لأن هذه الألفاظ -وإن قامت مقام الفعل- لا تقوى قوة الفعل، ولا تتصرف تصرفه؛ لأن الفرع ليس له قوة الأصل.