الملخص :
       تکمن أهمية هذا البحث في أنه يکشف لنا عن المنعطفات النفسية والتجارب التي مَرّ بها أولئک الشعراء الغَزِليِن، إضافة إلى استقرائه للحالة الشعورية الواعية وغير الواعية التي تکبدها العشاق في سبيل الوصال مع المحبوبة، ونستشرف من ذلک کله نعمات تلک الأحاسيس الرقيقة التي تبلورت في قوالب شعرية إبداعية. وتهدف هذه الدراسة إلى الغوص في أعماق النصوص الشعرية المتعلقة بهذا الموضوع، وتفسير تجلياتها وأبعادها الموضوعية التي تکشف عن عمق المعاناة التي اصطلى بها أولئک العشاق، کما تهدف إلى إثبات ظاهرة التطور والتجديد في هذا الغرض التي برزت حليا في العصر الأموي. واعتمدت في بحثي على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على دراسة الظواهر الفنية وتحليلها، ومن ثم الوصول إلى تفسيرات مدعمة بالأدلة والبراهين. کما جعلت البحث في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة، أما التمهيد فقد خصصته للتعريف بالأماني ودلالاتها في المعاجم المختلفة، أما المبحث الأول فقد حصصته لدراسة ثنائيات الأماني بين الماضي والحاضر، تناولت فيه استراتيجات الشعراء في التعبير عن مکنونات أنفسهم، وخلجات ضمائرهم، وبث أمانيهم بطرق إبداعية مختلفة. وخصصت المبحث الثاني لدراسة أماني الوصال النفسية [اللقاء والقرب]، وللشعراء في هذا السياق أمان عجيبة، فقد سما بهم خيالهم الواسع إلى آفاق بعيدة، فصاغوا ذلک بأسلوب إبداعي ماتع. وفي المبحث الثالث درست موضوعة" الخُلوة" في أمنيات شعراء الغزل في العصر الأموي، وبينت فيها ما يعتري أولئک الشعراء من صراع نفسي قادهم إلى التمني المذموم أحيانا.