الملخص :
أحست المرأة بآدميتها وتبوأت مکانتها من يوم أن نزل القرآن الکريم على قلب سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم، فرفع عنها کل أنواع الظلم التي رزحت تحتها قرونا من الزمان؛ ذليلة النفس، ضعيفة الشخصية، مهانة محتقرة، مکسورة الجناح، مسلوبة الحقوق، مجردة من أدني درجات الإنسانية، ولا مبالغة في ذلک، فقد کانت تورث کالمتاع أحيانا، وتقتل خشية الفقر أو العار أحيانا أخرى!!!.  فلما أشرقت شمس الإسلام، وعمَّ نورها، محا عنها کل هذا الظلم، وحرَّرها من تلک العبودية، وأبدلها به قوة ورفعة وعزة ومکانة  وسموا، وقرر لها من الحقوق ما لم تنله ولن تنله في أي نظام آخر. فقرر حقوقها الإنسانية، والدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، ومکنها منها جميعا، حتى أصبحت في الإسلام على قدم المساواة مع الرجل، لکل منهما حقه وعليه واجبه بالعدل، کلٌّ على حسب ما فطره الله تعالى عليه، وجعله أهلا له. ويأتي هذا البحث ليبين أهم جوانب تمکين المرأة المسلمة، إنسانيا، ودينيا، واجتماعيا، واقتصاديا، وسياسيا في ضوء الفقه الإسلامي.