الملخص :
محور الاهتمام في هذا البحث هو معالجة (الحجاج) في الخطاب السياسيّ العباسيّ ضمن إطار لسانيّ تداوليّ، إذ استأنسنا في معالجتنا بالمقاربات التداولية والبلاغية التي رکزت في بحثها على دراسة اللغة وفق استعمال الأفراد لها. ويتّکئ البحث على فرضية، تتمثل في رغم أساسية وظيفة الإبلاغ والإخبار للغة، فإن اللغة منفتحة على الإنجاز، مما ساعد على انبثاق وظائف متعددة، تنفَّذ من خلال اللغة، ومن تلک الوظائف وظيفة المحاججة والإقناع، ويستمد هذا التصور مشروعيته من خلال دراسة الخطاب بجانبيه: السياق المقالي، والسياق المقامي معاً. وتکتسب قيمة الموضوع أهميتها من إبراز البعد الحجاجي في الموروث التراثي من خلال تسليط الضوء على خطاب، يعود إلى العصر العباسي، وسبب اختيارنا شخصية أبي جعفر المنصور؛ لتکون خطبته مدونة لغوية، يعود إلى سببين، هما، الأول: أردنا أن نثبت نجاعة تطبيق النظريات الحديثة على النصوص القديمة، والثاني: يعدّ الخطاب المنتخب أول خطاب سياسيّ، يلقيه الفاعل السياسي أمام الجمهور، فکان مضطرّاً إلى حشد الحجج الإقناعية؛ لتطويع ولائهم، وکسبه. ومن أبرز النتائج التي توصلنا إليها: اضطلاع اللغة بعدة وظائف مختلفة، فهي منفتحة على استعمال الأفراد لها، ومن تلک الوظائف وظيفةُ الحجاج، فالمتکلم يسعى من خلال توظيف الآليات اللغوية المختلفة إلى إقناع المتلقي، وتطويعه.