الملخص: 
 

تعد المدرسة الفقهية الجزائرية أقل المدارس حظا وعناية بالدراسة من الباحثين المعاصرين، مقارنة بمثيلاتها: الأندلسية والمغربية والتونسية، وهو ما جعل جهود علمائها في خدمة العلوم الشرعية عموما والمذهب المالکي خصوصا مغمورا. وإن من أهم المختصرات الفقهية کتاب جامع الأمهات الذي وضعه أبو عمرو ابن الحاجب المالکي المتوفى سنة (746ه)، المعروف بمختصر ابن الحاجب الفقهي. وهذا البحث يرکز على جهود علماء الجزائر في خدمة هذا المختصر، حيث إن هذا الکتاب دخل إلى مدينة بجاية الجزائرية في أواخر القرن السابع الهجري، واعتنى به علماء بجاية ثم انتشر منها إلى بقية بلدان المغرب الإسلامي. وهذه الدراسة جاءت في ثلاثة مباحث، المبحث الأول: في ترجمة ابن الحاجب وتعريف بکتابه جامع الأمهات. والمبحث الثاني: في ذکر العلماء الجزائريين الذين اعتنوا بکتاب ابن الحاجب وشرحوه، وفيه سرد ببليوغرافي لأسمائهم وعناوين مؤلفاتهم، مع ترجمة مختصرة لکل واحد منهم، وبه يظهر أن عدد الفقهاء الجزائريين الذين شرحوا هذا المختصر أکثر من فقهاء أي بلد آخر. والمبحث الثالث: دراسة عينة من الشروح الجزائرية على مختصر ابن الحاجب، وهو شرح شرف الدين الزواوي المنجلاتي المتوفى سنة (744ه)، وهو واحد من أقدم شروح فقهاء المالکية لهذا الکتاب، وأقدم شرح لعالم جزائري يصل إلينا. وفيه ترجمة للزواوي وتعريف بکتابه وبيان للمصادر التي اعتمدها في الشرح، مع عرض لجملة من المسائل تبين قيمة الکتاب العلمية ومنزلة المؤلف بين أقرانه، وطريقته في دراسة المسائل مقارنة مع شرح ابن عبد السلام الهواري ت (749ه) وشرح خليل بن إسحاق الجندي (776ه).