الملخص:
علم القواعد الفقهية والأصولية مهمٌّ للفکر الإسلامي، فهو يضبط العقل العلمي، وينمِّي الملکة الفقهية عند الإنسان، والأمة بحاجة ماسة إلى تفعيل هذه القواعد ليس في الحقل العلمي الفقهي فحسب بل حتى في علوم أخرى. ومن ذلک ربط هذا العلم بالمستجدات وفهم الواقع المعاصر، انطلاقًا من إدراک أنَّ العلماء المنتسبين إلى السلفية يُرمون ويتهمون بأنهم ضد التحضر والعلم الحديث، فجاء هذا البحث يجمع بين القواعد الفقهية وبين أثرها على فهم الواقع وبناء موقف متعدل متزن من المخترعات الحديثة بناء على تلک القواعد، وقد تم اختيار الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي کنموذج لکونه ممن عاصر ما قبل نشأة الدولة السعودية، أي قبل شيوع المخترعات الحديثة، فلم تکن موقفه تحت أي ضغط سياسي أو اجتماعي، وهو ما يوضح موقف السلفية عمومًا من المستجدات. وتظهر أهمية البحث في بيان موقف السلفية من المستجدات، وأنهم ضدَّ کل مايشاع عنهم، ويتهمون به. وقد هدف البحث إلى تقديم أنموذج نحسب أنه لم يکن تحت أي ضغط حضاري، أو سياسي ليبدي رأيه في أمور المخترعات والمکتشفات، مما يوضح الموقف السلفي. وخلص البحث إلى أن الإسلام دين يحث على العلم بشقيه الديني والدنيوي، وأن المنهج السلفي لم يکن يومًا ضد العلم الحديث، بل رواد المنهج السلفي قديما وحديثا يؤکدون على أهميته، والدعوة إلى تعلمه، وأوصى الباحث بتتبع آثار القواعد الفقهية على علوم أخرى غير الفقه.