الملخص:
تمثل رؤية المملکة العربية السعودية 2030 رؤية منهجية طموحة تستشرف المستقبل بمحاورها المتعددة الرائدة.
وکان أحد المحاور الرئيسة لرؤية المملکة 2030 هو الريادة التطوعية للمجتمع؛ وتنمية دور القطاع الثالث التطوعي، کما مثل دعم محور الشباب بتوفير التمويل والرعاية والتشجيع للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر وتنمية دور القطاع الخاص أحد رکائز رؤية 2030.
وفي ضوء ذلک تأتي هذه الدراسة التي تتناول أحد أهم مکونات العمل التطوعي، وهي: الأوقاف ومدى إمکانية توظيف نظام الوقف الإسلامي في توفير التمويل اللاربحي لتحقيق دعم المنشئات الصغيرة وفقا لمحاور رؤية 2030.
وقد تناولت الدراسة طرق وأساليب التمويل الوقفي من الوجهة الفقهية والاقتصادية، وناقشت قضايا الوقف المتعلقة بالتمويل من الوجهة الفقهية والنظامية.
وخلصت الدراسة إلى دور الوقف الهام في التنمية، وإمکانية توظيفه کأداة تمويل مجتمعية مساندة لجهود الدولة ومؤسسات التمويل التجارية.
ووجهت الدراسة إلى عدم اقتصار العمل الوقفي والتمويل الخيري على أسلوب التمويل بالتبرعات والقرض الحسن؛ مما يؤدي إلى معوقات لدور القطاع الثالث التنموي؛ لذلک اقترحت الدراسة نموذجا اقتصاديا يحقق التکامل بين التبرعات وعقود المعاوضات، ويقوم على أسس التمويل الإسلامي ممثلا في المشارکة الخيرية؛ من خلال تطوير نموذج وقفي يعتمد أسلوبا تنمويا اقتصاديا يتجاوز الدور التقليدي للوقف القائم على التبرعات والمنح، ويتوافق مع فقه الوقف والأنظمة.