تحاول هذه الدراسة أن تکشف لنا العلاقة بين الفونيمات الثانوية و النداء ، و دور علماء العربية القدماء الذين لم يغفلوا عن الإشارة إلى الفونيمات الثانوية وعلاقتها بالنداء، إذ نجدهم يذکرون بعض المصطلحات المتضمنة لمفهوم الفونيمات الثانوية في هذا المقام، کالنبر، والنغم، والنغمة، واللحن، والترنم التي تدور في معناها حول مصطلح التنغيم عند المحدثين، و يربط سيبويه وغيره بينها وبين المراد من النداء، ويبين أنّ الغرض من حروف النداء امتداد الصوت وتنبيه المدعو، وتتجلّى العلاقة بين النداء والفونيمات الثانوية في جوانب مختلفة من أسلوب النداء وذلک من خلال دراسة بعض قضايا النداء، مثل: حذف أدوات النداء، وحذف المنادى، وغير ذلک، وتخلص الدراسة إلى أنّ الفونيمات الثانوية قد سدّت مسدّ أدوات النداء، وأن النداء قد تحقق في هذا الترکيب بالاعتماد على الفونيمات الثانوية بدلا من أدوات النداء، وهذه العلاقة التي نلمسها بين حذف أداة النداء، والفونيمات الثانوية نلحظها کذلک في الحالات التي يحذف فيها المنادَى .