اعتنى القرآن الکريم بموضوع الجهل عناية خاصة؛ وذلک لخطورته، إذ يعد الجهل من الآفات الخطيرة التي قد تواجه المجتمعات، والتي تتسبب في أضرار هائلة على الصعيد الفردي، والمجتمعي، وقد أشار النظم القرآني إلى لفظ( الجهل) ومشتقاته إشارات متعددة تبرز أهمية الالتفات إليه ودراسته دراسة تحليلة لبيانمفهومه ودلائله والآثار المترتبة عليه؛ ذلک لأن الجهل يعدُّ من أخطر المشکلات التي تواجه معظم المجتمعات الإنسانية، حيث يؤثر بالسلب على نواحي الحياة المختلفة، والجهل الذي يقصده هذا البحث لا يعني الأمية، وإن کانت الأمية نوعاً من أنواع الجهل، ولکن يُقصد به نوع آخر، وهو اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه، أو القيام بشيء خلاف ما يجب القيام به متعمَداً. وعليه جاء هذا البحث ليحدد مفهوم الجهل في القرآن الکريم، ويبين مشتقاته ومواضع وروده، والأسباب والدلائل التي تؤدي إليه، ثم يوضح الآثار العقدية والسلوکية للجهل.