يدور هذا البحثُ حول الآراء التي نَسبها أبو حيَّان الأندلسي في بعض مصنفاته لأبي زکريَّا الفرَّاء، وفي کتابه (معاني القرآن) ما يُعارض هذه النسبةَ. وقد جمع البحث خمسًا وعشرين مسألةً نسبها أبو حيَّان للفرَّاء، وفي کتابه المعاني ما يَردُّ هذه النسبةَ، وقد قُسِّمتْ هذ المسائل على ثلاثةِ مباحثَ، الأول يدور حول المفردات والعوامل النحوية، والآخر يدور حول التراکيب، والثالث يتناول الأعاريب. وتستمدُّ هذه الدراسةُ أهميتها من مکانة الفرَّاء النحوَّية الذي يُعدُّ أحد أعمدة المذهب الکوفيّ، ومن قيمة کتابه المعاني الذي يُعَدُّ أحدَ أهم مصادر النحو الکوفيّ، ولأنه آخرُ ما ألَّفه الفرَّاء فهو بهذا يُمثّل خلاصةَ تجربته العلمية، کما يستمدُّها من مکانة أبي حيَّان النحوية الکبيرة الذي يُعَدَّ شيخ النحاة في عصره وأحد أبرز النحاة على مرّ العصور.