اهتم علماء الإسلام بالحديث عن مقاصد الشريعة وتدوينها، ومر التأليف لعلم المقاصد بأربعة مراحل: ففي المرحلة الأولى کان الحديث عن المقاصد في شکل إشارات عامة، ومصطلحات أولية. وفي المرحلة الثانية طور هذا العلم ببيان أنواع المقاصد ومراتبها. وفي المرحلة الثالثة قدمت إضافات کبرى في الحديث عن المقاصد وأنواعها. وفي المرحلة الرابعة طور علم المقاصد تطويراً نوعياً، وأسس کعلمٍ مستقل مکتمل الأرکان وحظي باهتمامٍ کبير. وفي هذا العصر برزت دعوات إلى تجديد هذا العلم بإضافاتٍ في أنواع المقاصد، والکشف عن المقاصد في المسائل الشرعية ليبنى عليها أحکام للمستجدات، والتجديد باستحداث مقاصد جديدة من خلال استقراء النصوص، وإعادة الترکيب والتنظيم للموضوعات المقاصدية، والتحليل والنقد للمصطلحات والمفاهيم، وتفعيل المقاصد في المستجدات، والتطوير في الکتابة العامة للمقاصد. وسيتناول هذا البحث دراسة ما سبق في مبحثين: الأول يوضح المراحل التاريخية للتأليف في علم المقاصد، والثاني: يوضح المسالک المعاصرة للبحث في علم المقاصد، المسالک المعاصرة في علم المقاصد،  وتأتي الخاتمة لتبين نتائج البحث.