معجزات النبي صلى الله عليم وسلم کثيرة جداً, ومتنوعة, حتى قال بعض العلماء أنها فاقت الألف معجرة, وقال الإمام ابن حزم: فإن سيرة محمد صلى الله عليم وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة, وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليم وسلم حقاً فلو لم تکن له معجزة غير سيرته لکفى ذلک، ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم, ودلائل نبوته ما اطلع عليه من الغيوب الماضية والمستقبلية وإخباره عنها. إن ما وقع على لسان رسول الله صلى الله عليم وسلم من الإخبار بالغيبيات فبوحي من الله تعالى، وهو من إعلام الله عز وجل لرسوله صلى الله عليم وسلم للدلالة على ثبوت نبوته وصحة رسالته، ومن الأمور الغيبية إخباره صلى الله عليم وسلم بخبر موت بعض البرية من أهل بيته, وأصحابه, ومن أعدائه, ومعرفة کيفية موتهم, ومکان وحال مصرعهم, وهو علم لا يعرفه النبي صلى الله عليم وسلم من تلقاء نفسه, إذ الموت وما يتعلق به علم اختص الله سبحانه وتعالى نفسه بمعرفته, فهو وحده العالم بأعمار البشر, وأماکن قبض أرواحهم, ولکن أخبر نبيه ببعض هذه الغيبيات لحکمته سبحانه وتعالى, ورحمة منه في تأييد نبيه بصدق دعوته, وتکريماً له وتشريفاً لمقامه. وقد هدفت في هذا البحث أن أجمع بعضاً من معجزاته صلى الله عليم وسلم في إخباره بخبر موت بعض البرية من أهل بيته, وأصحابه, وأعدائه أيضاً من معاصريه صلى الله عليم وسلم , ودراستها في ضوء السنة النبوية؛ فإن الحديث عن الموت, يرقق القلب, ويعجل بالتوبة, وينشط العبادة, ويقنع بالقليل قال صلى الله عليم وسلم: (أکثروا ذکر هادم اللذات)