يتناول هذا البحث مقاصد الشريعة الإسلامية وأثرها في أحکام الأسرة، وقد جاء في تمهيد، ومبحثين، وخاتمة: في التمهيد: عرفت بمقاصد الشريعة، وتقسيمات مقاصد الشريعة، وبينت طرق الکشف عن مقاصد الشريعة، ومکانة الأسرة في الأسرة. أما عن المبحث الأول: فقد تناولت فيه مقاصد الشريعة الإسلامية في الأسرة، وجاء ذلک في أربعة مطالب: المطلب الأوَّل: حِفظ النسل وبقاء النوع البشري، بتشريع عقد النِّکاح، والمطلب الثاني: حِفظ النَّسَب، والمطلب الثالث: تمييز عقد النِّکاح في الإسلام عن أنکحةِ الجاهليَّة وما شابَهَها، والمطلب الرابع: من مَقاصِد الشارع استدامة عقد النِّکاح بين الزوجين، وتحقيقُ المودَّة والرحمة. وفي المبحث الثاني تناولت مَقاصد الشريعة في آصِرَةِ النَّسَب والصِّهْر في الأسرة، وجاء ذلک في ثلاثة مطالب:المطلب الأوَّل: قَصْدُ الشارع حِفظ نسب الأولاد، والحرص على صلاحهم، والقيام بحقوقهم، المطلب الثاني: قصد الشارع قيام الأولاد بحقوق الوالدين، إظهاراً لمحاسن الشريعة، المطلب الثالث: مَقاصِد الشريعة في آصِرَةِ النَّسَب والصِّهٍر. وکان من أهم نتائج التي توصلت إليها: أن مقاصد الشريعة في الأسرة شملت کل مکوناتها، ابتداء من الزوجين، واقترانهما ببعضهما، ثم تنظيم حياتهما الزوجية بعد عقد النکاح، ثم العناية بالأولاد وتنظيم کل شؤونهم، ثم العناية بالوالدين والقيام بحقهما، ثم الإحسان إلى الأقارب من النسب والأصهار. أن رابطة الأسرة من أقوى الروابط التي يتکوّن منها المجتمع، إذ هي تمثل اللبنة الأولى والأساس في تکوين المجتمعات. أن من مقاصد الشريعة في أحکام الأسرة منها ما يُعد من الضروريات کالمحافظ على النسل والنسب، ومنها ما يُعد حاجياً أو مکملاً أو أصليّاً أو تابعاً لهذين المقصدين، على تفاوت في قوتها واعتبار الشارع وملاحظته لها في الأحکام.