قبل أن نتحدث عن الليبرالية کمصطلح، فعلينا أن تؤکد على أن الأفکار بشکل عام  ضاربة الجذور في أعماق التأريخ، ولکنها تضل کامنة في العقول والقلوب حتى تجد حدثا  يوقد وهيجها و مفکرا يؤصل قواعدها. لذلک  عندما نتحدث عن الليبرالية، فنحن نتحدث عن مفهوم فکري يضرب في أعماق التاريخ، کخيار فکري شخصي  تؤثر فيه الأحوال السياسية والاقتصادية والرؤى الشخصية، "بدأ في عصر النهضة ثم تطور في عصر التنوير " إلا  أنه  " کمصطلح لم تتداوله السنة الناس وتستعمله الاستعمال المنهجي قبل الثلاثينات من القرن التاسع عشر الميلادي و کان يعني الحريات المدينة والحکومات البرلمانية " ومصطلح الليبرالية مصطلح يشوبه الغموض شأنه شأن بعض المصطلحات الأخرى کالرومانسية، بل أنه مازال على حاله من الغموض والإبهام حتى يومنا هذا ومعانيه وتأکيداته تتبدل بصورة ملحوظة بمرور السنين  بل إنه يندر أن توجد حرکة ليبرالية لم يصبها الغموض ، وإذا کان المعنى يشوبه الغموض لدى أربابه ومنبع ظهوره فمن باب أولى أن يکون لدى غيرهم، فقد اعتبرته الموسوعة العربية " مصطلحا غامضا، لأن معناه وتأکيداته تتبدل بصورة ملحوظة بمرور السنين . وإن غموض هذا المصطلح يعود لطبيعة مفهومه ومکوناته، فهو غامض في مفهوم الحرية، وغامض في مفهوم الفردية، التي تشکل اس المذهب و جوهره .