لقد اعتنت الشريعة الغراء بتکوين الأسرة المسلمة عن طريق عقد وميثاق غليظ ، ألا وهو الزواج الدائم الذي يقوم على أسس قويمة وسديدة من اختيار کل من الزوجين للآخر على الخلق والدين ، مع حسن النية وسلامة القصد؛ لتدوم العشرة بينهما، ويکون کل واحد منهما سکناً للآخر ، وتسود المودة والرحمة، کما قال- عزوجل– : " ومن آياته أن خلق لکم من أنفسکم أزواجا لتسکنوا إليها وجعل بينکم مودة ورحمة إن في ذلک لآيات لقوم يتفکرون  "،وبذلک تتم نعمته التي امتن بها U على عباده حيث يقول تعالى : " والله جعل لکم من أنفسکم أزواجا وجعل لکم من أزواجکم بنين وحفدة ".
وهذه الأغراض والمقاصد لا تتحقق على الوجه الأکمل إلا بعقد يقصد به الدوام والاستمرار، لا بعقد يشترط فيه التأقيت أو يقصد به عدم الاستدامة.
وعدم استدامة النکاح يتمثل في تأقيته ، والتأقيت له صور، منها: نکاح التحليل الذي يدخل فيه الرجل ليُحِلَّ المطلقة ثلاثاً لمطلِّقها، ويکون ذلک بالشرط المقارن للعقد، أو المتفق عليه قبله، أو بالنية منه ، أو من الولي ، أو من الزوجة ، أومنهم جميعا.
وأياً ما کانت أشکال نکاح التحليل فإن العاقد لا يدخل فيه على سبيل الدوام والاستمرار بل لفترة قصيرة غالباً.