تتناول هذه الدراسة المعجزة في فلسفة اسبينوزا، بهدف الکشف عن أسباب رفضه للمعجزة، وتحديد المبادئ التي انطلق منها في اعتراضاته عليها، والرد على هذه الاعتراضات، ونقد المبادئ.
وقد بدا الباحث دراسته هذه بتحديد المعنى المقصود بالمعجزة عند اسبينوزا، مبينًا أنها تعني مجرد عمل يتجاوز حدود الفهم الإنساني له علته الطبيعية، مبينًا أنه يترتب على هذا المعنى أن اسبينوزا ينکر إمکان المعجزات أو وقوعها.
ثم انتقل الباحث بالحديث عن المبادئ العلمية والفلسفية التي أقام عليها اسبينوزا اعتراضاته على المعجزة فتحدث عن مبدأ الحتمية وکيف شکل هذا المبدأ منطلقًا رئيسيًا في اعتراضات اسبينوزا على المعجزة، ثم تحدث عن فکرة التوحيد بين الإله والطبيعة وکيف مثلت منطلقًا أساسيًا لرفض المعجزات.
ثم انتقل الباحث إلى الحديث عن تفسير اسبينوزا لبعض معجزات الکتاب المقدس، ومنهجه في دراسة المعجزات، في ضوء رفضه لإمکانها أو وقوعها.
ثم قام الباحث بالرد على اعتراضات اسبينوزا على المعجزة، فانتقد مبدأ الحتمية مستندًا إلى النظريات العلمية الحديثة التي أثبت عدم إطراد هذا القانون في جميع ظواهر الطبيعة، ثم توجه بنقده لفکرة التوحيد بين الإله والطبيعة، مبينًا أنها تتناقض مع البداهــة الحسية والعقلية الشاهدة بتعدد الموجودات تعددًا حقيقيًا، ثم رد الباحث ردًا تفصيليًا على جميع اعتراضات اسبينوزا على المعجزة، مبينًا فسادها جميعًا، وأنه لا يمکن التسليم بها.
ثم ختم الباحث هذه الدراسة بعرض لأهم النتائج التي توصل إليها في دراسته.