الموقف الثقافي في نصوص التنشئة الأدبية-    دراسة وصفية تطبيقية -
النصوص الأدبية تنتج في سياقات ثقافية محددة يدخل في تشکيلها عوامل متعددة تخضع لظروف الزمان والمکان و الحياة الاجتماعية والإرث الإنساني والأخلاقي، ونصوص التنشئة الأدبية - عمومًا - تخضع لاشتراطات الثقافة أکثر من غيرها وذلک لقصدية التربية و التوجيه الحاضرة في تشکيلها على الدوام، ولذلک فهي نصوص جماهيرية بامتياز خاص،يتحقق لها بهذه الخصوصية التميز على التجارب الذاتية والنخبوية وما يکتنفها من إيغال في القيمة الفنية والرمزية وقصدية القراءة المتعددة.
وتهدف هذه الورقة إلى الوقوف على امتثال المبدع للموقف الثقافي - أولاً - بحکم صياغة خطاب جماهيري تتماهى فيه رؤية الکاتب مع رؤية المتلقي إلى حد التقاطع و الاندماج، ثم مقايسة قدرة المبدع على تمرير خطابه الخاص المتمثل لرؤية مختلفة عن الموقف الثقافي العام في ذلک الخطاب، وفي کلا الموقفين يتوسل الکاتب بوسائل فنية وتقنيات إبداعية يفرضها واقع البنية النصية في إطار النسق الثقافي.
ومع اعتماد هذه الورقة على المنهج الوصفي في جانب تنظيري تبدأ به وتعول عليه إلا أنها تتکئ على جانب تطبيقي يدعم التنظير ويکشف بعض ما يکون ملتبسًا فيه متخذة من قصيدة (رسالة الناشئة) لأحمد شوقي أنموذجا تجد فيه إمکانية تحقق أهدافها وفق ما تقرّه في التنظير.