دعت الحاجة الاجتماعيّة إلى أن يکون لکلّ شيء اسمٌ دالٌّ عليه, فهو عنوان المسمَّى الذي يتميَّز به عن غيره, يختزل المعانيّ والأوصاف, ويرتبط بواقع الحياة ارتباطًا وثيقًا فيضيء لنا عالمًا مجهولًا من البيئات المختلفة لنحظى بمعرفة تاريخ الأمم والشعوب والمجتمعات وتطورها, ويعکس طبيعة العادات والمعتقدات واللهجات, والقيم فيها, فيؤثر ويتأثر بما يحدث له من تطورات اجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة, إذ تخضع الأسماء لمبدأ الثبات والتغير والشيوع والاندثار نتيجة لهذا,
 ويؤثر في شخصيّة حامله وعلاقاته الاجتماعيّة, ويوجه سلوک الفرد في مجتمعه وتعامله مع ما يحيط به.  ويعرض البحث أسماء الإناث في منطقة عسير الواقعة في وسط الجزء الجنوبيّ الغربيّ من المملکة العربية السعودية, و العلاقة بين الاسم والثقافة المحليّة العسيريّة في اختيارها, وبواعث التسمية به في المنطقة, لمعرفة التأثير البيئيّ, والاجتماعيّ, والثقافيّ عليها، فتبرز معها خصائص المجتمع العسيريّ في التسمية، کون الاسم وسيلة من وسائل کشف تأثير المجتمع على سکانه وتأثره بغيره.  
 وتأتي أهمية الدراسة في تناولها لقضايا متعددة في منطقة عسير, فتبحث في العلاقة بين الأسماء والثقافة المحليّة العسيريّة في اختيارها, وتبيّن البواعث العسيريّة التي تدعو إلى التسمية وطبيعتها, فهذه الدراسة تتعامل مع الأسماء کجزءٍ من نظام اجتماعيّ متغير بفعل الزمان والمکان والمؤثرات الخارجيّة.