تتناول هذه الدراسة ابرز سمات المنهج التجديدي الذي نحاه الإمام الماتريدي في تفسيره "تأويلات أهل السنّة"،  والتي أهمها فلسفته التي ذکرها في مقدمته- التي لم تصل إلينا کاملة حسب اطلاعي- حول العلاقة بين التفسير والتأويل، وهي بحق نقطة الانطلاق نحو التحرر من التفسير التقليدي، ذلک التحرر القائم على احترام النقل الموافق للعقل واللغة والسياق وغيرها، کما کان لصاحبه السبق في إظهار لون من ألوان التفسير المسمّى "التفسير العقدي" ، والذي لم يکن مألوفا من قبل، فکان ألمعيا في الذود عن عقيدة أهل السنة، بارعاً في الرد على المخالفين وجمع الأقوال وتمحيصها بأسلوب دقيق رصين،  ومن أبرز معالم التفسير الماتريدي أنّه تفسير بالرواية والدراية على حدّ سواء، ولولا أنّه رحمه الله استغنى عن سند الروايات بالکلية لفاق – حسب اعتقادي- جامع البيان في ذلک، ومع هذا فإنّه مرجع رئيس لا يمکن أن يستغني عنه طالب العلم الدّارس للتفسير بالمأثور، وأمّا من جهة الدراية فيکفينا أنه منح العقل الدور کلّه في تدبّر کتاب الله، فنجده يعتمد على العقل ويستعين به على فهم القرآن، فالنظر العقلي عنده منهج مهم في التأويل.