يتمثل الهدف من هذا البحث في بيان الأحکام المتعلقة بتسوية الصفوف في الفقه الإسلامي، ومدى تأثير الخوف من العدوى على تلک الأحکام. ولتحقيق ذلک اتبعت المنهج الاستقرائي؛ وذلک بالتتبع والبحث عن المادة العلمية المکونة للدراسة، من النصوص الفقهية المتصلة بالموضوع، ثم تصنيفها وترتيبها حسبما تقتضيه خطة البحث، والتي جاءت في مقدمة ومبحثين وخاتمة. وقد تناولت في المبحث الأول: مفهوم تسوية الصفوف ومشروعيتها وحکمها وفوائدها وفضائلها وآدابها وکيفيتها ووقتها والمکلف بها، وفي المبحث الثاني: العدوى وأثر الخوف من الإصابة بها في الأخذ بالرخص، وأدلة مشروعية التباعد بين المصلين في حالة الخوف من العدوى وحکمه وشروطه. وقد أسفر البحث على أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن للخوف من الإصابة بالعدوى أثر في الأخذ بالرخص. ولا خلاف بينهم في مشروعية التباعد بين المصلين، إذا تعين طريقاً لاتقاء العدوى. لکن يلزم لجواز التباعد بين المصلين في الصلاة ما يلي: تحقق الخوف من العدوى، وأن تفضي الإصابة إلى الهلاک أو شدة الأذى، وألا يندفع الخوف إلا بالتباعد، وألا يؤثر التباعد على بقية الأمور المطلوبة في الصف، وأن يقتصر التباعد على زمن الوباء. وفي الختام يوصي الباحث بضرورة العمل على إعداد منهجية للبحث النوازلي، ووضع دليل إرشادي لمواجهة تلک النوازل والنظر فيها؛ من حيث تکييفها والحکم عليها. وضرورة التصدي لبيان الأحکام الفقهية لأبرز المستجدات المؤثرة على حياة الناس وعباداتهم. وضرورة اللجوء لأهل التخصص کل في مجاله عند التصدي لأحکام النوازل.