لقد أنار الإسلام قلوب العرب ،وأخرجهم من الظلمات إلى النور ،ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الواحد الديَّان ، وأکرم المرأة بعدما کانت تعيش في ذلٍ وهوان ، واهتم بالفتاة بنتاً وزوجة وأماً ،وجعل لکل واحدة منهن حقوقاً على وليها ،وأوصى برعايتها ، وحسن تربيتها ،والقيام بشئونها ،وحرم ظلم المرأة ،والانتقاص من ،بل ساوى الرجل مع المرأة في عمل الطاعات ،والثواب عليها ،وقرر العقوبات والحدود على من يقتلها ، أو يقذفها ،فما أعدل الشريعة الإسلامية حين وفرت للمرأة المسلمة الغربية فقدت وسائل الأمان ،وخرجت تزاحم الرجال لتعمل في أشق الأعمال ،بما لا يتناسب مع فطرتها وأنوثتها ،وخسرت دفء الأسرة ،ورعاية الصغار . لقد أوصى الله في القرآن بالنساء ،وأنزل الآيات والأحکام ،فکان إعجازاً تشريعياً يلبي حاجة المرأة ،ويحافظ على حقوقها ،ويحاسب کل من يؤذيها أو يتعدى عليها ،والله سبحانه خلق المرأة وهو أعلم بما يتناسب مع فطرتها من التشريعات والأحکام التي تصلح للتطبيق في کل زمان ومکان . وقد جاءت الآيات في القرآن ،والأحاديث في السنة النبوية لتمثل إعجازاً تشريعياً في حقوق المرأة وواجباتها ،وهذا البحث ( الإعجاز التشريعي في تنظيم حقوق المرأة في الکتاب والسنة) يسلط الضوء على حقوق المرأة والإعجاز في تنظيمها في القرآن والسنة .