الفرق بين الربا والبيع أمر واضح لا يخفى على ذي بصيرة ، والذي زعمه الجاهليون من التسوية بينهما - وإن کان يبدو صحيحاً لمن ليس له عقل ولا نظر ثاقب - إلا أن بينهما فرقًا شاسعاً، لذا فقد راعيت في هذا البحث أن أوضح حقيقة الربا ، و  أقسامه، والکشف عن الشبهة التي أثارها الجاهليون في الماضي في التسوية بينه وبين البيع؛ لکي نسفر عن شيء من جهود علمائنا قديماً وحديثاً في التحذير من الربا، والتفقه في نصوصه وبسط مسائله، نصحاً للأمة، وأداء لواجب تبليغ الشريعة ونشرها في الناس ، ولکي يقف الناظر على شناعة الربا والحکمة من تحريمه والتحذير منه، وَذُکِرَ في البحث (تسعة) فروق بين الربا والبيع، وقد تبين من البحث أن الفقهاء يقسّمون الربا إلى قسمين: ربا الفضل، و ربا النسيئة، وما عداهما فإنه داخل فيهما، والراجح القول بتحريم ربا الفضل، فإنه ثبت بالإجماع رجوع من أُثِرَ عنه القول بجوازه، والإجماع حجة لا تجوز مخالفته، وإن لم يثبت ؛ فإنه ذُکِرَ في البحث الجواب عن مستند من أجازه وهو کافٍ في القول بتحريمه، والذين أُثِرَ عنهم القول بجوازه، يُعتَذَرُ لهم بأنهم لم تبلغهم الأحاديث القاضية بتحريم ربا الفضل، ولا يُظَنُّ فيهم إلا هذا، لأنهم أَجَلُّ من أن يخالفوا قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد تبين لهم، ولا يقدح فيهم خفاء هذه المسألة عليهم، فالفاضل قد يخفى عليه ما يبلغ المفضول، وقد صدرت التحذيرات والفتاوى والتوصيات من العلماء المعاصرين بتحريم الربا ، قياماً بواجب التبيين وتحذيراً للأمة من الوقوع في هذا الإثم العظيم، وهنالک تقسيم للربا ذکره ابن القيم رحمه الله: ربا جلي، و ربا خفي، فالجلي حرم لما فيه من الضرر العظيم ، والخفي حرم لأنه ذريعة إلى الجلي، فتحريم الأول قصداً ، وتحريم الثاني وسيلة، أما الجلي فربا النسيئة وأما الخفي فربا الفضل، أما الکتاب المُحْدَثون فإنهم يقسمون الربا إلى قسمين: القسم الأول ربا الديون ، وهو الذي کان يتعامل به الجاهليون ، وبعضهم يطلق عليه ربا النسيئة ، والقسم الثاني ربا البيوع وينقسم إلى قسمين : ربا نسيئة ، و ربا فضل. أما ربا الجاهلية فقد کانت له صورتان رئيستان: الربا في القروض ، والربا في الديون. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،